الاثنين، نوفمبر 09، 2009

محمد البرادعي ... هل يكون المرشح التوافقي للمعارضة ؟

أثار تلميح الدكتور محمد البرادعي بإحتمال خوضه إنتخابات الرئاسة القادمة في 2011 , حالة كبيرة من الجدل في الشارع المصري و الأوساط المسيسة و المثقفة .


حيث أنها أول بادرة قبول لفكرة الترشح ضد ممثل الحزب الوطني في الانتخابات القادمة من قبل المرشحين المحتملين اللذين يتم طرح أساميهم بقوة و بتكرار في الصحف و المدونات في الآونة الأخيرة .
ففي حين ترحب المعارضة بالحصول على مرشح قوي و ذو علاقات دولية ممتازة ضد جمال مبارك أو من سينوب عنه خوض الإنتخابات باسم الحزب الوكني و النظام الحاكم , فبالتأكيد يجهز الآن جهابزة النظام الأسباب الجاهزة و المفصلة مسبقا و المستعدة للإستخدام ضد أي شخصية لا يرضى عنها النظام ( فما بالك لو أن سبب عدم الرضى هو المزاحمة على الأرزاق ) من تشكيك في قدرات الرجل و درايته بمشاكل البلد , و لربما نسمع من بعضهم - على سبيل الكوميديا - تعليقات على سنه في وقت الترشح , و من الممكن أن يصل الأمر حتى الى حملات تشويه منظمة يقوم بها الإعلام الحكومي و الشبه حكومي الأصفرين و ما ذلك بجديد عليهم ( أكثر من التطاول على قامة في حجم هيكل !! )




بينما الشارع المصري على عهدنا به - ماليش دعوة بالسياسة - و لكن ربما تجد بعض التعاطف أو الميل هنا و هناك تجاه الرجل , بإعتباره الشخص اللطيف الذي أحرز جائزة نوبل و وقف ضد تلفيق التهم الكاذبة لإيران عن طريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية اللتي يترأسها منذ فترة , و هو كذلك رجل لم يسبق للمصريين أن تأذوا منه في شئ أو تحفظوا على مواقف معينة قد إتخذها .





* ما ممكن أن يحسب كمميزات للبرادعي :
-عمله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أشبعه فهما لطبيعة العلاقات الدولية و التوازنات الإقليمية و العالمية و كيفية إستخدام الدول لقوتها
الناعمة من أجل ضمان تسيير مصالحها .... بإختصار .. من المؤكد أن الرجل ديبلوماسي و سياسي من العيار الثقيل .
- رجل له سابقة حسنة في قدرته على إتخاذ المواقف و الثبات عليها , كما حدث عندما حاولت المتحدة لفترات طويلة الضغط عليه من أجل
صدور تقارير أشد لهجة و أكثر إدانة لإيران من الوكالة اللتي يترأسها و لكن الرجل كان مؤمنا بعدالة موقفه و كان مستعدا لدفع الثمن , و للعلم أمريكا عندما تمارس هذه اللعبة تمارسها بمنتهى الدناءة و الإحكام بدليل رضوخ هانز بليكس رئيس بعثة التفتيش الدولية السابقة على العراق في عهد صدام حسين لهذه الضغوط و إصداره لتقارير تتهم العراق بإخفاء أسلحة دمار شامل و هو ما ثبت عكسه بعد الغزو و ما إعترف به بليكس نفسه فيما بعد .
- من قرأ إحدى مقالاته اللتي تم نشرها , بالتأكيد سيلاحظ إهتمام الرجل الشديد بفهم و تحليل كوارث هذا الوطن و طرح الحلول العريضة لها في مختلف القضايا مثل الحياة السياسية و القضايا الإجتماعية و التعليم و الصحة و الإقتصاد .. على سبيل المثال لا الحصر , كما سيلاحظ أن معظم أفكاره مبتكره و الحلول المطروحة حلول عصرية للغاية .
- هذا إلى جانب كونه إحدى الشخصيات النادره للغاية اللتي تلقى قبول مبدئي شبه تام من كل القوى الوطنية المعارضة لنظام مبارك , مما سيساعد على تقليص فترة إعلانه مرشح توافقي و التركيز في الوقت و الجهد على إقناع رجل الشارع به و ليس النخبة السياسية .
- هدوء الرجل الشديد و وسطية أفكاره و إنفتاحه على المجتمع الدولي و الثقافات المختلفة تجعله مناسبا للغاية لفترة إنتقالية لمدة عام أو عامين يتم فيها إعادة هيكلة المنظومة الدستورية و القانونية لضمان عدم تمكن أي جهة أو شخص من الإنفراد بالسلطة مجددا .

* عوائق في الطريق :
- أهمها على الإطلاق بالطبع هو عدم تأكيده على خوضه الانتخابات القادمة من عدمه , و خصوصا بعد حديثه عن شريطة وجود ضمانات مكتوبة بنزاهة هذه الإنتخابات .
- وجوب سرعة إنضمامه للهيئة العليا الخاصة بأي حزب حتى يتمضي عليه في الهيئة العليا فترة لا تقل عن العام حسب المادة 76 و المادة 77 اللعينتين .
- عدم التأكد يوسيلة إحصائية علمية حتى الآن من مدى شعبية د. البرادعي , اللتي ستؤثر بالطبع على معدل إستجابة الرأي العام للتشويه الذي سيحدث ضده إعلاميا , و ستؤثر على جدية رجل الشارع في الإحتكام لصناديق الإقتراع إذا لم يتأكد من أفضلية البرادعي على الحزب الوطني و جمال مبارك .


* نهاية :
- يظل كل ما في أيدينا حتى الآن هو التكهنات و التبؤات و التلميحات , و تظل الكرة في ملعب الدكتور البرادعي , الذي سيقرر هل يمرر الكرة لملعب رجل الشارع أم لا .
- و بالتأ كيد الرجل مطالب بسرعة إعلان موقفه طالما أن الموضوع أخذ مثل هذه الضجة و أخذه الكثيرين على محمل الجد ( لانه من الاخر المعارضة مش ناقصة تشتيت تخطيطي )

أنا قلت اللي عندي .. أحب أسمع اللي عندكم