الخميس، أغسطس 26، 2010

خطوات الى الأمام


دعونا نتذكر معا - على طريقة قياس أرباح مبيعات الشركات الكبرى - الوضع في الشارع المصري في مثل هذه الفتره من العام الماضي , حيث كان مثل هذا الوقت من العام في 2009 فتره تحضيريه للانتقال من الخمول السياسي الى النشاط و الحراك و التواجد الحقيقي في الشوارع و في افكار و خواطر رجل الشارع .
في مثل هذا الوقت كانت تلميحات الدكتور البرادعي قد بدأت عن إمكانية خوضه لإنتخابات الرئاسه في مصر بعد إنتهاء ولايته في الوكاله الدوليه للطاقه الذريه , و بالتالي بدأت ردود أفعال حذره الى حد ما تظهر من المهتمين في مصر سواء من المعارضه أو النظام .
تصريحات حذره هنا و أخرى أكثر حظرا هناك , و بعض الاضرابات العماليه المتفرقه و اللتي بدأت تعرف طريقها الى رصيف مجلسي الشعب و الشورى - فك الله أسر هذه الأرصفه - إضافة الى بعض الوقفات الاحتجاجيه التقليديه و الضئيلة العدد عند نقابة الصحفيين و مكتب النائب العام , كانت تلك بإختصار هي حالة الشارع السياسي المصري في هذا الوقت .
أعتقد أن هذا كان هو الهدوء اللذي يسبق العاصفه لا أكثر و لا أقل , فالظروف الموضوعيه اللتي أدت الى حالة الحراك القويه في 2005 و 2006 كانت لا تزال كما هي بل ازدادت توحشا و سوءا في معظم الاحوال , و الفقر لا يزال منتشرا و هوة البطاله قادره على ابتلاع المزيد من الملايين من الشباب كل عام و الأسعار لا تستقر 24 ساعه على بعضها , و القمع لا يزال سيد الموقف .
كان الوضع عباره عن برميل من الزيت الساخن في انتظار اي شراره للاشتعال , في القلوب و العقول و الهمم أولا ثم على أرض الواقع .
في هذه المرحله مثلت تصريحات الدكتور البرادعي التي تتسم بالنديه و التصريحات المرحبه من المعارضه و الأصوات الحانقه من النظام اللتي تحاول الرد , الشراره اللتي كان البرميل في حاجه اليها ليتفجر في العقول و القلوب . و بدأ جروب الحمله المستقله لدعم ترشيح البرادعي في التضخم عدديا و زادت النقاشات عن البرادعي و مستقبل السلطه في مصر على جميع المنتديات و جروبات الفيسبوك و جكاوي القهاوي كمان , مما أدى الى انتقال حالة النقاش هذه غصيا و إقتدارا الى الاعلام التليفزيوني اللذي يدعي الاستقلال .
ثم جاءت الشراره الأولى للشارع يوم عودة الدكتور البرادعي الى مصر و إستقبال الشباب الحافل له في المطار اللذي كان مشهدا يدعو الى التفاؤل لحداثته و عدم رؤيتنا لشئ مثل هذا من قبل .
و جاء بعدها العديد من الشرارات في الشارع كايام 6 ابريل و 13 ابريل و 3 مايو و وقفات خالد سعيد الصامته و مظاهرة لاظوغلي و مسيرة شارع شريف و مظاهرة سيدي جابر التاريخيه و وقفات خالد سعيد الصامته و و و و ...
كل حدث من كل تلك الاحداث اللي تعتبر بالعشرات في خلال فتره صغيره نسبيا , كان ملحمه في حد ذاته , كان النظام على موعد مع التحدي في عيون و قلوب الشباب المصري المعارض , كان في كل مره على موعد مع صفعه جديده توجه الى قذاله و تدوي - لا مؤاخذه - طرقعتها في ارجاء المحروسه , مصحوبه بشماتة و تندر رجل الشارع في النظام اللذي لم يعد قادرا على اسكات " شوية العيال دول " عبى حد تعبير النظام نفسه .
بالإضافه الى جولات البرادعي و أيمن نور و حمدين صبحي في شوارع المحافظات و امناطق الشعبيه , و حملات جمع التوقيعات على بيان التغيير في الشوارع في وضح النهار و أخيرا المظاهرات المفاجئه في المناطق الشعبيه , و هي تكنيك جدير بالاحترام و التحيه و ان كان في حاجه الى المزيد من النطوير و التجهيز بحثا عن المزيد من الفعاليه .

كل ما سبق يجعلني اقول بكل ما أوتيت من وقاحه و صفاقه , اننا لأول مره نشاهد النظام في حالة الدفاع , لأول مره نشاهده في حلة رد الفعل لا الفعل , لأول مره نشاهده يلهث ليتابع خطوات المعارضه , لأول مره نشاهد الأدوات و المبادره و التحكم في المشهد في يد المعارضه المصريه منذ زمن سحيق .

دعونا ندرس ما حققناه و ما نجحنا فيه لنحافظ على النجاح , و ندرس ما أخفقنا فيه لنتعلم كيف ننجح , فكل ما نجحنا فيه هذا العام كان في الماضي مندرجا تحت بند الاخفاقات أيضا .

دعونا نفكر و نخطط جيدا للفتره القادمه و كيفية الاتحاد في الشارع رغم الاختلافات و المشاكل بين المعارضه و اللتي لا تزال تلقي بظلها على الوضع حتى اليوم .

و أخيرا , تحيه واجبه للدكتور البرادعي و دكتور أيمن نور و الأستاذ حمدين صباحي و جماعة الإخوان المسلمين و حزب الغد و حزب الجبهه و حزب الاصلاح و التنميه و حركة شباب 6 أبريل و حركة كفايه و حركة شباب من اجل العداله و الحريه و الكتله النيابيه النشطه للاخوان , و بالطبع فوق رؤوس الجميع الآلاف من الشباب الغير مسيس اللذين ظهروا في حملات البرادعي و وقفات خالد سعيد - رحمه الله - .

التغيير قادم , فلنستعد جميعا للحريه