الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

عن الخلاص أتحدث



منكوب هذا الوطن , بعصابه لا تكاد ترقى لأخلاقيات العصابات أساسا , تسمي نفسها بالحزب بالوطني الديمقراطي - هأو -

لا أستطيع أن أتخيل , كيف يجرؤون على الإتيان بمثل هذه الأفعال ... ما حدث في إنتخابات مجلس الشعب 2010 هو مهزله بكل المقاييس , و مهزله غير مسبوقه على الإطلاق .

لا يكاد المرء يجد ما يقوله , ماذا من الممكن أن يقال بعد ما شاهدناه من مسخره متنوعة الأشكال , من تقفيل للجان و إرهاب للناخبين و منع من التصويت و تسويد بطاقات و السيطره على مقار اللجان بالعصي و الشوم و السنج و الاسلحه الناريه و على عينك يا تاجر .


من الواضح أن النظام قد وصل لمرحله من الفجور و العهر و البلطجه لم يصل اليها أحد الأنظمه السابقه على الإطلاق , فمعنى أن يحدث كل هذا و يكون موثقا بالصوت و الصوره في آلاف الفيديوهات و الصور اللتي إنتشرت على الإنترنت و على شاشات التليفزيونات منذ الساعات الأولى للتصويت , ثم يخرج علينا " خواجات " الحزب الوطني و الراقصين الدائرين في فلكهم و قوادينهم و غوازيهم للإبتسام العريض و التبشير بأن الديمقراطيه قد إنتصرت و أنه لم يكن هناك سوى بعض التجاوزات البسيطه اللتي لن تؤثر على نتائج الإنتخابات .... كل هذا ليس له الا معنى واحد , و هو أن النظام قد فقد الأمل تماما في أن يستطيع أحد في مصر أن يوقفه عند حده .

و الحقيقه أنها نقطه شائكه جدا و سؤال عسير للغايه على الإجابه .... هل فعلا يوجد في مصر من هو قادر على ايقاف النظام ؟ هل يوجد حزب او حركه او جماعه في مصر قادره على القيام بأعمال مقاومه سلميه حقيقيه تجبر النظام على الإمتثال لقواعد اللعبه كما يلعبها الناس في أي مكان على سطح هذا الكوكب اللعين ؟

سؤال صعب


فالاخوان على الرغم من أعدادهم المهوله و " قلوبهم الميته " , إلا أنهم في مثل هذه المواقف يحكمون صوت العقل و يقومون بسحب قواعدعم الشعبيه من الشوارع خشية البطش و يكتفون ببعض الجعجعه الإعلاميه , و لا أحد يقدر على لومهم في ذلك فمن المعروف سفالة و حقارة و توحش النظام ساعة البطش بالاخوان بالذات , و لا يخفى على السامعين أنهم لا يجدون ساعتها مناصرا واحدا من الساده المعارضين العلمانيين المتحضرين , اللذين لا يتعاطفون مع الاخوان لانهم لا يؤمنون بمبدأ علمانية الدوله .. فسحقا لهم و خلي النظام يربيهم ... اتفو على دي علمانيه .

أما الأحزاب فحدث و لا حرج .. فأكثر من المؤتمرات الصحفيه و الوقفات الإحتجاجيه بالعشرات - خلاص ما تزعلش - و المئات , هم حقيقة لا يملكون , بغض النظر عن أسباب هذا الضعف الجماهيري الآن .

و الحركات الشبابيه صحيح أنها أكثر إنتشارا و شعبيه من الأحزاب و هي بضاعه تلقى رواج في السوق السياسي حاليا , إلا أنها أيضا لا تتمتع بالقوه الشعبيه الكافيه لتحريك أحداث ضخمه غير مسبوقه كالمطلوب حدوثها تناسبا مع جسامة الفاجعه هذه المره .

و السيد الدكتور البرادعي كالعاده موقفه غير مفهوم و غير معروف أصلا ماذا يوجد في نية الرجل تجاه مصر و المصريين و إتجاه القضيه اللتي ألزم نفسه بها ثم " تبغدد " عليها .

كل هذا يجعل الحزب الوطني يقوم بالبصق في وجوهنا كلنا و نطعنا على قفانا و مكمما أفواهنا , مستديرا الى العالم الخارجي مهللا ... حقا إنها إنتخابات نزيهه .

و لكن مهلا , فصحيح أنه لا يوجد فصيل واحد في مصر يمتلك مقومات الدخول في معركه سياسيه حاسمه مع النظام , لكن لم يقم أحد منهم بالتفكير في إمكانيتهم مجتمعين .

فلنقم بتحديد العناصر اللازمه للدخول في مواجهه شامله و مفتوحه مع النظام :

  • الغطاء الشرعي : وهو متوافر في كيانات معارضه كثيره , كالأحزاب بحكم تمثيلها لأعضائها و إتجاهها السياسي و حصولها على إعتراف من الدوله , و جماعة الإخوان المسلمين بحكم شعبيتها الجارفه و حصولها على ما يقرب من خمس مقاعد البرلمان السابق - المأسوف على شبابه - , و في منظمات المجتمع المدني المحايده المستقله و الحاصله على إعتراف من الإعلام المصري و الجماعه السياسيه المصريه بالإضافه الى المنظمات الحقوقيه العالميه .
  • الجناح الإعلامي الموجه الى الداخل : و هو متوافر لدى جماعة الإخوان المسلمين بحكم الإنتشار الفظيع في الشارع المصري , و لدى الحركات الشبابيه و شباب الأحزاب عن طريق الآلاف من الشباب الدؤوبين على نشر آرائهم على الانترنت و توزيع الملصقات و المنشورات في الشوارع و ما الى ذلك من وسائل بدأ إستخدامها في مصر أخيرا .
  • الجناح الإعلامي الموجه الى الخارج : و هو متوافر لدى بعض الأحزاب الليبراليه و لدى بعض الشخصيات العامه المعارضه ذات الشهره العالميه و بالطبع الشباب من النشطاء و المدونين , و الدكتور البرادعي اللتي تلهث وسائل الإعلام العالميه وراء أي تصريح يدلي به حول الشأن الداخلي المصري .
  • القدره على الإنتشار بالفكره : و هي متوافره بكثافه لدى كل الشباب المصري المنشغل بالسياسه , سواء من الإخوان أو شباب الأحزاب و الحركات و المدونين .
  • القدره على الحشد في الشوارع : و من نافلة القول أنها غير متوافره الا لدى جماعة الإخوان المسلمين .

فالحقيقه أن كل عوامل الدخول في مواجهه متوفره , و لكن المشكله في العصبيه القبليه اللتي تفكر بها كل الجماعات المصريه المعارضه بلا إستثناء , و أكرر مرة أخرى أنها بلا إستثناء على الإطلاق .

فكل فصيل يمتلك خيطا مهما من خيوط اللعبه , و لكنها مصر على أن يواجه منفردا حتى يفوز منفردا , و هذه طريقه في التفكير ربما تكون هي السبب في تأخر الإطاحه بنظام مبارك حتى الآن على الرغم من كل ما حدث في السنوات الأخيره .

تخيل معي جبهه تواجه النظام بأعداد الإخوان و بقوة الغد الإعلاميه و بأنصار مرشحي كل الأعضاء المعارضين في المجلس السابق و بجنون وإبتكارية 6 أبريل و بطموح العداله و الحريه و بشموخ الوفد و بعالمية البرادعي ..... هل يقدر النظام على الصمود أمام جبهة تمتلك كل هذه المقومات , و خصوصا في مثل هذه الأجواء الصعبه عليه للغايه مهما حاول أن يقنعنا أنه واثق من نفسه ؟

سؤال إجابته عند الإخوه الأعداء في المعارضه المصريه .... و للحديث بقيه .