الأربعاء، أغسطس 19، 2009

عن إعتصام عمال و سائقي هيئة النقل العام



" أنا شغال في الهيئة بقالي 23 سنة و مرتبي 193 جنيه " , و الله العظيم انا إفتكرت إني أنا اللي لسه ماصحيتش من النوم , و بعدين اتاكدت من الرقم في الجورنال لقيته فعلا مكتوب كده .

يا نهار إسود و منيل بستين نيلة !!

دول الواحد ما يعرفش يشرب بيهم سجاير ال ام في الشهر , يا سيدي قول حيشرب كيلوباترا و نصها شحاته , يعني حيجيب علبة كل يومين مثلا يعني ببتاع 50 جنيه من ال 193 سجاير .

قول الراجل دا ما بياكلش غير فول و طعمية ما بياكلش اي حاجة تانية خالص , يعني قول ب2 جنيه فول و ب 2 جنيه طعمية و بجنيه عيش من ابو مسامير يعني ادي 5 جنيه ف اليوم يعني ببتاع 150 جنيه ف الشهر .

يعني يا جماعة مرتب الراجل دا حيستلف عليه 7 جنيه عشان يعرف ياكل طول الشهر فول و طعمية و يشتري علبة سجاير كل يومين .

تخيل بقى ان الراجل دا متجوز و مخلف كمان !!!!! فين ايجار فين كهربا فين لبس فين مواصلات فين اكل البيت فين مصاريف الناس اللي المفروض بيصرف عليهم ؟؟؟؟؟

المشكلة ان الحالة دي مش حالة فردية , دا دي حالة من 15 الف حالة معاناة مثيلة بيعيشها كل اللي امه دعت عليه و اشتغل في هيئة النقل العام .

المهم الجمد لله ربنا أكرم و الناس دي أخيرا خدت بالها من اللي بيتعمل فيها , و اعلنوا انهم حيضربوا إضراب عام و حيعتصموا في الجراجات بتاعة الهيئة الموكوسة .

و حسين مجاور الاراجوز بتاع اتحاد العمال راحلهم و قعد معاهم 4 ساعات سمع المشكلة - قال يعني هو مش عارفها بروح أمه - و سابهم و مشي .

طبعا الزيارة الميمونة دي أدت لان الإضراب بدل ماكان عن العمل بس بقى عن العمل و عن الطعام , و الكلام دا من إمبارح الثلاثاء .

الناس دي مرمية في الجراجات و ماحدش معبرهم و مش منتظر ان حد يعبرهم من الحكومة غير الداخلية اللي حاتصرفلهم كام عربية أمن مركزي و كام ظابط من أمن الدولة و ممكن تغلف لهم الكلام دا كله في تشكيل مسجلين خطر من اللي دايما بيظهروا ف الحوارات دي .

الناس دي مضربة عن الطعام و مقهورة و قرفانة و طالع ميتين أبوها و مرمية في الجراجات المعفنة بتاعة الهيئة من غير و لا مليم و مهددة بالإعتقال و بالإعتداء عليهم في أي لحظة , و كل دا ليه ؟؟ عشان ولاد الكلب الفجرة مش عاجبهم انهم شغالين في الهيئة بقالهم عشرين سنة و بيقبضوا 200 جنيه !!!!!

الناس دي بتفكرني بأهالي المحلة في 2008 لاسباب كتيرة , أهمها إن في الحالتين حسيت إن نهاية صاحبنا و إبنه بقت قريبة أكتر مما كلنا متوقعين , لإن اللي يوصل الناس لحالة زي اللي عمال هيئة النقل العام فيها دي أكيد أكيد أكيد ... نهايته قربت و أكيد برضو إنها مش حتبقى نهاية سعيدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق